اجتازت بمحبوبة الساعة وهي في حجرتها تغني أفلا تعجب من هذا إني مغاضبها وهي متهاونة بذلك لا تبدؤني بصلح ثم لا ترضى حتى تغني في حجرتها قم بنا يا علي حتى نسمع ما تغني ثم قام وتبعته حتى انتهى إلى حجرتها فإذا هي تغني وتقول .
( أدُور في القصر لا أرى أحداً ... اشكو إليه ولا يكلِّمُني ) .
( حتى كأني ركبتُ معصيةً ... ليستْ لها توبةُ تُخلِّصني ) .
( فهل لنا شافعُ إلى مَلِكٍ ... قد زارني في الكَرى فصالحني ) .
( حتى إذا ما الصباحُ لاح لنا ... عاد إلى هجره فصارمني ) .
فطرب المتوكل وأحست بمكانه فأمرت خدمها فخرجوا إليه وتنحينا وخرجت إليه فحدثته إنها رأته في منامها وقد صالحها فانتبهت وقالت هذه الأبيات وغنت فيها فحدثها هو أيضا برؤياه واصطلحا وبعث إلى كل واحد منا بجائزة وخلعة .
ولما قتل تسلى عنه جميع جواريه غيرها فإنها لم تزل حزينة متسلبه هاجرة لكل لذة حتى ماتت ولها فيه مراث كثيرة .
صوت .
( يا ذا الَّذي بعذابي ظلَّ مفتخرا ... هل أنت إلا مليكُ جارَ إذ قَدَرا ) .
( لولا الهوى لتجازينا على قَدَرٍ ... وإن أُفِقْ منه يوما ما فسوف تَرَى ) .
الشعر يقال انه للواثق انه للواثق قال في خادم له غضب عليه ويقال أن أبا حفص الشطرنجي قاله له .
والغناء لعبيدة الطنبورية رمل مطلق وفيه لحن للواثق آخر قد ذكر في