( وساءلتموه بعدكم كيف حالُه ... وذلك أمر بيّنُ ليس يُشكُل ) .
( فلا تسألوا عن قلبه فَهْو عندكم ... ولكن عن الجسم المخلف فاسألوا ) .
أخبرني علي بن العباس قال حدثني أبي قال .
رسالة إلى عريب يشكو بعدها .
كنت عند إبراهيم بن المدبر فزارته بدعة وتحفة وأخرجتا إليه رقعة من عريب فقرأناها فإذا فيها .
بنفسي أنت وسمعي وبصري وقل ذاك لك أصبح يومنا هذا طيبا طيب الله عيشك قد احتجبت سماؤه ورق هواؤه وتكامل صفاؤه فكأنه أنت في رقة شمائلك وطيب محضرك ومخبرك لافقدت ذلك أبدا منك ولم يصادف حسنه وطيبه مني نشاطا ولا طربا لأمور صدتني عن ذلك اكره تنغيص ما أشتهيه لك من السرور بنشرها وقد بعثت إليك ببدعة وتحفة ليؤنساك وتسربهما سرك الله وسرني بك .
فكتب إليها يقول .
( كيف السرورُ وأنتِ نازحةُ ... عنّي وكيف يسوغُ لي الطربُ ) .
( أن غبتِ غاب العيشُ وانقطعتْ ... أسبابه وألحَّت الكُرَبُ ) .
وأنفذ الجواب إليها فلم يلبث أن جاءت فبادر إليها وتلقاها حافيا حتى جاء بها على حمار مصري كان تحتها إلى صدر مجلسه يطأ الحمار على بساطه وما عليه حتى اخذ بركابها وأنزلها في صدر مجلسه وجلس بين يديها ثم قال .
( ألا رب يوم قصّر اللهُ طولَه ... بقرب عريبٍ حبّذا هو من قُربِ ) .
( بها تحسُن الدنيا وينعمَ عيشُها ... وتجتمع السَّراء للعين والقَلبْ )