محض وما قضينا حقه فتقدم بأن يحمل إليه الساعة خمسون ألف درهم وتقدم إلى عبيد الله بن يحيى بأن يوليه عملا سرياً ينتفع به .
المتوكل يودعه السجن فينشد وهو محبوس .
حدثني عمي قال حدثني محمد بن داود بن الجراح قال .
كان أحمد بن المدبر ولي لعبيد الله بن يحيى بن خاقان عملا فلم يحمد أثره فيه وعمل على أن ينكبه وبلغ أحمد ذلك فهرب وكان عبيد الله منحرفاً عن إبراهيم شديد النفاسة عليه برأي المتوكل فيه فأغراه به وعرفه خبر أخيه وادعى عليه مالا جليلا وذكر أنه عند إبراهيم أخيه وأوغر صدره عليه حتى أذن له في حبسه فقال وهو محبوس .
( تسليْ ليس طولُ الحبس عاراً ... وفيه لنا من الله اختيارُ ) .
( فلولا الحبس ما بُلِي اصطبارٌ ... ولولا الليلُ ما عُرِفَ النهارُ ) .
( وما الأيام إلا معقبات ... ولا السلطان إلا مستعار ) .
( وعن قدرٍ حُبِسْتُ فَلاَ نَقِيضٌ ... وفيما قَدَّرَ اللهُ الخَيارُ ) .
( سيُفْرَجُ ما ترين إلى قليلٍ ... مقدره وإن طال الإسَارُ ) .
ولإبراهيم في حبسه أشعار كثيرة حسان مختارة منها قوله في قصيدة أولها .
( أَدموعُها أم لؤلؤٌ متناثرُ ... يندى به وَردٌ جنِيٌّ ناضرُ ) .
يقول فيها