قال فلما قتل مالك من يهود من قتل ذلوا وقل امتناعهم وخافوا خوفا شديدا وجعلوا كلما هاجمهم أحد من الأوس والخزرج بشيء يكرهونه لم يمش بعضهم إلى بعض كما كانوا يفعلون قبل ذلك ولكن يذهب اليهودي إلى جيرانه الذين هو بين أظهرهم فيقول إنما نحن جيرانكم ومواليكم فكان كل قوم من يهود قد لجأوا إلى بطن من الأوس والخزرج يتعززون بهم .
وذكر أبو عمرو الشيباني أن أوس بن ذبي القرظي كانت له امرأة من بني قريظة أسلمت وفارقته ثم نازعتها نفسها إليه فأتته وجعلت ترغبه في الإسلام فقال فيها .
( دَعتْنِي إلى الإسلام يومَ لَقِيتُها ... فقلت لها لا بل تعالَيْ تهَّودِي ) .
( فنحن على توراة موسى ودينهِ ... ونِعم لعمري الدينُ دِينُ محمد ) .
( كلانا يرى أن الرّسالةَ دينُهُ ... ومن يُهْدَ أبوابَ المراشد يَرْشُدِ ) .
ومن الأغاني في أشعار اليهود .
صوت .
( أعاذلتي ألاَ لا تَعذلِيني ... فكم من أمرِ عاذلةٍ عَصَيْتُ ) .
( دَعيِني وارشُدي إن كنتُ أَغْوَى ... ولا تغوَيْ زعمتِ كما غوَيتُ ) .
( أعاذلَ قد أطلتِ اللّومَ حتّى ... لوَانّي مُنْتَهٍ لقد انتهيتُ ) .
( وحتى لو يكونُ فتَى أُناسٍ ... بكى من عَذل عاذلةٍ بكيْتُ ) .
( وصفراءَ المعاصِم قد دعتني ... إلى وصلٍ فقلت لها أبيْتُ ) .
( وزِقٍّ قد جررتُ إلى النَّدامى ... وزِقٍّ قد شَرِبت وقد سَقيتُ )