قال أبو المنهال أحد بني المعلَّى إنهم أقاموا زمنا بعد ما صنع ويهود تعترض عليهم وتناوئهم فقال مالك بن العجلان لقومه والله ما أثخنا يهود غلبة كما نريد فهل لكم أن أصنع لكم طعاما ثم أرسل في مائة من أشراف من بقي من اليهود فإذا جاؤوني فاقتلوهم جميعا فقالوا نفعل فلما جاءهم رسول مالك قالوا والله لا نأتيهم أبدا وقد قتل أبو جبيلة منا من قتل فقال لهم مالك إن ذلك كان على غير هوى منا وإنما أردنا أن نمحوه وتعلموا حالكم عندنا فأجابوه فجعل كلما دخل عليه رجل منهم أمر به مالك فقتل حتى قتل منهم بضعة وثمانين رجلا ثم إن رجلا منهم أقبل حتى قام على باب مالك فتسمع فلم يسمع صوتا فقال أرى أسرع ورد وأبعد صدر فرجع وحذر أصحابه الذين بقوا فلم يأت منهم أحد فقال رجل من اليهود لمالك بن العجلان .
( فسَفَّهْتَ قَيْلَةَ أحلامَها ... ففيمَن بقيتَ وفيمن تَسودْ ) .
فقال مالك .
( فإنّي امرؤ من بني سالم بْنِ ... عَوْفٍ وأنت امرءٌ من يهودْ ) .
قال وصورت اليهود مالكا في بيعهم وكنائسهم فكانوا يلعنونه كلما دخلوها فقال مالك بن العجلان في ذلك قوله .
( تَحامِي اليهودِ بتَلْعانها ... تحامِي الحميرِ بأبوالها ) .
( فماذا عليَّ بأن يلْعَنوا ... وتأتي المنايا بأذلالها )