بأصحاب نخل ولا زرع وليس للرجال منهم إلا الأعذاق اليسيرة والمزرعة يستخرجها من أرض موات والأموال لليهود فلبثت الأوس والخزرج بذلك حينا .
أبو جبيلة أمر أن يمكر باليهود حتى يقتل رؤوسهم .
ثم إن مالك بن العجلان وفد إلى جبيلة الغساني وهو يومئذ ملك غسان فسأله عن قومه وعن منزلهم فأخبره بحالهم وضيق معاشهم فقال له أبو جبيلة والله ما نزل قوم منا بلدا قط إلا غلبوا أهله عليه فما بالكم ثم أمره بالمضي إلى قومه وقال له أعلمهم أني سائر إليهم فرجع مالك بن العجلان فأخبرهم بأمر أبي جبيلة ثم قال لليهود .
إن الملك يريد زيارتكم فأعدوا نزلا فأعدوه وأقبل أبو جبيلة سائرا من الشام في جمع كثيف حتى قدم المدينة فنزل بذي حرض ثم أرسل إلى الأوس والخزرج فذكر لهم الذي قدم له وأجمع أن يمكر باليهود حتى يقتل رؤوسهم وأشرافهم وخشي إن لم يمكر بهم أن يتحصنوا في آطامهم فيمنعوا منه حتى يطول حصاره إياهم فأمر ببنيان حائر واسع فبني ثم أرسل إلى اليهود أن أبا جبيلة الملك قد أحب أن تأتوه فلم يبق وجه من وجوه القوم إلا أتاه وجعل الرجل يأتي معه بخاصته وحشمه رجاء أن يحبوهم فلما اجتمعوا ببابه أمر رجالا من جنده أن يدخلوا الحائر ويدخلوهم رجلا رجلا فلم يزل الحجاب يأذنون لهم كذلك ويقتلهم الجند الذين في الحائر حتى أتوا على آخرهم فقالت سارة القريظية ترثي من قتل منهم أبو