فقال من كان ذا جمل مفن ووطب مدن وقربة وشن فلينقلب عن بقرات النعم فهذا اليوم يوم هم وليلحق بالثني من شن قال وهو بالسراة فكان الذين نزلوه أزد شنوءة ثم قال لهم ومن كان ذا فاقة وفقر وصبر على أزمات الدهر فليلحق ببطن مر فكان الذين سكنوه خزاعة ثم قال لهم من كان منكم يريد الخمر والخمير والأمر والتأمير والديباج والحرير فليلحق ببصرى والحفير وهي من أرض الشام فكان الذين سكنوه غسان ثم قال لهم ومن كان منكم ذا هم بعيد وجمل شديد ومزاد جديد فليلحق بقصر عمان الجديد فكان الذين نزلوه أزد عمان ثم قال ومن كان يريد الراسخات في الوحل المطعمات في المحل فليلحق بيثرب ذات النخل .
الأوس والخزرج أول من نزلوا المدينة .
فكان الذين نزلوها الأوس والخزرج فلما توجهوا إلى المدينة ووردوها نزلوا في صرار ثم تفرقوا وكان منهم من لجأ إلى عفاء من أرض لا ساكن فيه فنزلوا به ومنهم من لجأ إلى قرية من قراها فكانوا مع أهلها فأقامت الأوس والخزرج في منازلهم التي نزلوها بالمدينة في جهد وضيق في المعاش ليسوا بأصحاب إبل ولا شاة لأن المدينة ليست بلاد نعم وليسوا