عليه لا أنكر من كلامهما شيئا ثم جعل الكلب الداخل عليه يخبره عن طريقه بطول سفره وقال له هل عندك شيء تطعمنيه قال نعم قد بقي لهم في موضع كذا وكذا طعام وليس عليه شيء فذهبا إليه فكأني أسمع ولوغهما في الإناء حتى أكلا ما كان هناك فيه ثم سأله نبيذا فقال نعم لهم نبيذ في إناء آخر ليس له غطاء فذهبا إليه فشربا .
ثم قال له هل تطربني بشيء قل إي وعيشك صوت كان أبو يزيد يغنيه فيجيده ثم غناه في شعر عبيد بن الأبرص .
صوت .
( طاف الخيالُ علينا ليلةَ الوادي ... لآل أسماءَ لم يُلمِمْ لميعادِ ) .
( أنىَّ اهتديت لركبٍ طال سيرهُم ... في سَبسبٍ بين دكَدْاكٍ وأعقادِ ) .
قال فلم يزل يغنيه هذا الصوت ويشربان مليا حتى فني ذلك النبيذ ثم خرج الكلب الداخل فخفت والله على نفسي أن أذكر ذلك لصاحب المنزل فأمسكت وما أذكر أني سمعت أحسن من ذلك الغناء .
ومما يغني فيه من شعره قوله .
صوت .
( لمن جِمالٌ قُبيلَ الصّبح مزمُومَه ... ميمِّماتٌ بلاداً غيرَ معلومه ) .
( فيهنّ هندٌ وقد هام الفؤاد بها ... بيضاءُ آنسةٌ بالحسن موسومهْ ) .
الغناء لابن سريج رمل عن يونس والهشامي وحبش .
ومنها قوله