إلى أجله فأطلقه المنذر فلما كان من القابل جلس في مجلسه ينتظر حنظلة أن يأتيه فأبطأ عليه فأمر بشريك فقرب ليقتله .
فلم يشعر إلا براكب قد طلع عليهم فتأملوه فإذا هو حنظلة قد أقبل متكفنا متحنطا معه نادبته تندبه وقد قامت نادبة شريك تندبه فلما رآه المنذر عجب من وفائهما وكرمهما فأطلقهما وأبطل تلك السنة .
خبر آخر عن مقتل عبيد بن الأبرص .
أخبرني الحسن بن علي قال حدثني عبد الله بن أبي سعد قال حدثنا علي بن الصباح عن هشام بن الكلبي قال .
كان من حديث عبيد بن الأبرص وقتله أن المنذر بن ماء السماء بنى الغريين فقيل له ما تريد إليهما وكان بناهما على قبري رجلين من بني أسد كانا نديميه أحدهما خالد بن المضلل الفقعسي والآخر عمرو بن مسعود فقال ما أنا بملك إن خالف الناس أمري لا يمرن أحد من وفود العرب إلا بينهما وكان له يومان في السنة يوم يسميه يوم النعيم ويوم يسميه يوم البؤس فإذا كان في يوم نعيمه أتي بأول من يطلع عليه فحباه وكساه ونادمه يومه وحمله فإذا كان يوم بؤسه أتي بأول من يطلع عليه فأعطاه رأس ظربان أسود ثم أمر به فذبح وغري بدمه الغريان فبينا هو جالس في يوم بؤسه إذ أشرف عليه عبيد فقال لرجل كان معه من هذا الشقي فقال له هذا عبيد بن الأبرص الأسدي الشاعر فأتي به فقال له الرجل الذي كان معه اتركه أبيت اللعن فإني أظن أن عنده من حسن القريض أفضل مما تدرك في قتله فاسمع منه فإن سمعت حسنا استزدته وإن لم يعجبك فما أقدرك على قتله فإذا نزلت فادع به قال