كان للمنذر بن ماء السماء يومان .
أخبرني محمد بن عمران المؤدب وعمي قالا حدثنا محمد بن عبيد قال حدثني محمد بن يزيد بن زياد الكلبي عن الشرقي بن القطامي قال .
كان المنذر بن ماء السماء قد نادمه رجلان من بني أسد أحدهما خالد بن المضلل والآخر عمرو بن مسعود بن كلدة فأغضباه في بعض المنطق فأمر بأن يحفر لكل واحد حفيرة بظهر الحيرة ثم يجعلا في تابوتين ويدفنا في الحفرتين ففعل ذلك بهما حتى إذا أصبح سأل عنهما فأخبر بهلاكهما فندم على ذلك وغمه وفي عمرو بن مسعود وخالد بن المضلل الأسديين يقول شاعر بني أسد .
( يا قبرُ بينَ بيوتٍ آل محرِّقٍ ... جادت عليك رواعدٌ وبروقُ ) .
( أمّا البكاءُ فقلَّ عنك كثيرُه ... ولئن بُكِيتَ فَللْبُكاء خَليق ) .
ثم ركب المنذر حتى نظر إليهما فأمر ببناء الغريين عليهما فبنيا عليهما وجعل لنفسه يومين في السنة يجلس فيهما عند الغريين يسمى أحدهما يوم نعيم والآخر يوم بؤس فأول من يطلع عليه يوم نعيمه يعطيه مائة من الإبل شوما أي سودا وأول من يطلع عليه يوم بؤسه يعطيه