( خليليَّ قد حانَتْ وفاتِيَ فاحفِروا ... برابيةٍ بين المخافر والبُتر ) .
( لكيما تقول العبدليَّةُ كلما ... رأت جدثي سُقِّيت يا قبرُ من قبر ) .
وقال المدائني في خبره انتجع أهل بيت جنوب ناحية حسي والحمى وقد أصابها الغيث فأمرعت فلما أرادوا الرحيل وقف لهم مالك بن الصمصامة حتى إذا بلغته جنوب أخذ بخطام بعيرها ثم أنشأ يقول .
( أَريْتُكِ إن أزمعتمُ اليوم نِيَّةً ... وغالكِ مُصطافُ الحِمى ومرابعُه ) .
( أترعَيْن ما استُودِعْتِ أم أنتِ كالذي ... إذا ما نأى هانت عليه ودَائعُهُ ) .
فبكت وقالت بل أرعى والله ما استودعت ولا أكون كمن هانت عليه ودائعه فأرسل بعيرها وبكى حتى سقط مغشيا عليه وهي واقفة ثم أفاق وقام فانصرف وهو يقول .
( ألاَ إنَّ حِسْياً دونه قُلَّةُ الحِمى ... مُنَى النفس لو كانت تُنال شرائعهُ ) .
( وكيف ومِن دونِ الورودِ عوائقٌ ... وأصبغُ حامي ما أُحِبُّ ومانعُه ) .
( فلا أنا فيما صدَّني عنه طامعٌ ... ولا أرتجي وصلَ الذي هو قاطعه )