( نقوِّمُ مارِنَ الخطِّيّ فيهم ... يجيء على أسنّتِنا الجزير ) .
اليوم الرابع من أيام الفجار وهو يوم عكاظ .
ثم كان اليوم الرابع من أيامهم يوم عكاظ فالتقوا في هذه المواضع على رأس الحول وقد جمع بعضهم لبعض واحتشدوا والرؤساء بحالهم وحمل عبد الله بن جدعان يومئذ ألف رجل من بني كنانة على ألف بعير .
وخشيت قريش أن يجري عليها مثل ما جرى يوم العبلاء فقيد حرب وسفيان وأبو سفيان بنو أمية بن عبد شمس أنفسهم وقالوا لا نبرح حتى نموت مكاننا وعلى أبي سفيان يومئذ درعان قد ظاهر بينهما وزعم أبو عمرو بن العلاء أن أبا سفيان بن أمية خاصة قيد نفسه فسمي هؤلاء الثلاثة يومئذ العنابس وهي الأسود واحدها عنبسة فاقتتل الناس يومئذ قتالا شديدا وثبت الفريقان حتى همت بنو بكر بن عبد مناة وسائر بطون كنانة بالهرب وكانت بنو مخزوم تلي كنانة فحافظت حفاظا شديدا وكان أشدهم يومئذ بنو المغيرة فإنهم صبروا وأبلوا بلاء حسنا فلما رأت ذلك بنو عبد مناة من كنانة تذامروا فرجعوا وحمل بلعاء بن قيس وهو يقول .
( إِنَّ عُكاظَ مأوانا فخلُّوهْ ... وذا المجاز بعد أن تَحُلوهْ ) .
وخرج الحليس بن يزيد أحد بني الحارث بن عبد مناة بن كنانة وهو رئيس الأحابيش يومئذ فدعا إلى المبارزة فبرز إليه الحدثان بن سعد