فأَتاها بالأبيات فاستحسنتها وغنت فيها وألقت الغناء على جماعة من جواري الرشيد فغنينه إياه في أول مجلس فيه معهن فطرب طربا شديدا وسألهن عن القصة فأخبرنه بها فبعث إليها فحضرت فقبل رأسها واعتذرت فقبل عذرها وسألها إعادة الصوت فأعادته عليه فبكى وقال لا جرم أني لا أغضب أبدا عليك ما عشت .
قال في دنانير بيتين فاستحق مائتي دينار .
حدثني محمد بن يحيى الصولي قال حدثنا الحسين بن يحيى عن عمرو بن بانة قال .
دخل أبو حفص الشطرنجي على يحيى بن خالد وعنده ابن جامع وهو يلقي على دنانير صوتا أمره يحيى بإلقائه عليها وقال لأبي حفص قل في دنانير بيتين يغني فيهما ابن جامع ولك بكل بيت مائة دينار إن جاءت كما أريد فقال أبو حفص .
صوت .
( أشبهَكِ المسكُ وأشبهتِه ... قائمةً في لونه قاعده ) .
( لا شكَّ إذْ لونُكما واحدٌ ... أنكما من طينةٍ واحدَه ) .
قال فأمر له يحيى بمائة دينار وغنى فيهما ابن جامع .
قال الأصبهاني لحن ابن جامع في هذين البيتين هزج .
أخبرني جعفر بن قدامة قال حدثنا حماد بن إسحاق عن أبيه قال .
عتابه ابن الرشيد لأنه لم يعده في مرضه .
كان أبو حفص الشطرنجي ينادم أبا عيسى بن الرشيد ويقول له الشعر