فجعل يغنيه مقبلا ومدبرا حتى التوت عنقه وخر صريعا وما رفعناه إلا ميتا وظننا أن فالجاً عاجله .
قال إسحاق وحدثني ابن الكلبي عن أبي مسكين قال إنما نهته الجن أن يتغنى بهذا الصوت فلما أغضبه مواليه تغناه فقتلته الجن في ذلك .
نسبة هذه الأصوات .
صوت .
منها .
( جَرَى دَمْعي فهيَّج لي شُجُونَا ... فقلبي يُسْتَجَنُّ به جُنونا ) .
( أأبكي للفِرَاق وكلُّ حيٍّ ... سيبكي حين يَفْتَقِد القَرِينا ) .
( فإن تُصْبِح طُلَيْحَةُ فارقتني ... بَبيْنٍ فالرزيَّةُ أن تَبينا ) .
( فقد بانتْ بكُرْهِي يوم بانتْ ... مُفَارقةً وكنتُ بها ضَنِينا ) .
الشعر لزهير والغناء للغريض عن حبش .
وقيل إنه لدحمان وفيه لأبي الورد خفيف رمل بالوسطى عن حبش والهشامي .
انقضت أخبار الغريض .
ومنها .
صوت .
من المائة المختارة في رواية جحظة .
( لقد حَثُّوا الجِمالَ ليهرُبُوا ... منّا فلم يَئِلُوا ) .
( على آثارهنّ مُقَلّص ... السِّرْبال مُعْتَمِلُ ) .
( وفيهم قلبُك المَتبولُ ... بالحسناء مُخْتَبَلُ ) .
( مُخَفّفة بحَمْل حمائل ... الدِّيباج والحُلَلِ ) .
( أُسائل عاصما في السِّر ... أيْنَ تُراهُمُ نَزَلُوا ) .
( فقال هُمُ قَرِيبٌ منكَ ... لو نفعوك إذ رَحَلُوا ) .
الشعر للحكم بن عبدل الأسدي والغناء في اللحن المختار للغريض ولحنه خفيف ثقيل أول بإطلاق الوتر في مجرى الوسطى في الأول والثاني من الأبيات .
وذكر الهشامي أن فيهما لحنا لمعبد من الثقيل الأول .
وفي الثالث وما بعده من الأبيات لابن سريج رمل بالسبابة في مجرى الوسطى عن إسحاق .
وفيها لإبراهيم ثقيل أول بالوسطى عن حبش .
وذكر أحمد بن عبيد أن الذي صح فيه أربعة ألحان منها لحنان في خفيف الثقيل للغريض ومالك ولحنان في الرمل لابن سريج ومخارق .
وذكر ابن الكلبي أن فيها لعريب رملا ثالثا وذكر حبش أن فيها لابن سريج خفيف رمل بالبنصر ولابن مسجح رملا بالبنصر ولابن سريج ثاني ثقيل بالبنصر .
هذه الألحان كلها في لقد حثوا والذي بعده