نخيلة أي شيء أحدثت بعدنا فاندفع ينشده أرجوزة لرؤبة فلما توسطها كشف رؤبة الستر وأخرج رأسه من تحته فقال له كيف أنت يا أبا نخيلة فقطع إنشاده وقال بخير أبا العجاج فمعذرة إليك ما علمت بمكانك فقال له رؤبة أم ننهك أن تعرض لشعري إذا كنت حاضراً فإذا ما غبت فشأنك به فضحك أبو نخيلة وقال هل أنا إلا حسنة من حسناتك وتابع لك وحامل عنك فعاد رؤبة إلى موضعه فاضطجع ولم يراجعه حرفاً والله أعلم .
أخبرني هاشم بن محمد قال حدثنا دماذ عن أبي عبيدة .
أن أبا نخيلة قدم على المهاجرين بن عبد الله الكلابي وكان أبو نخيلة أشبه خلق الله به وجهاً وجسماً وقامة لا يكاد الناظر إلى أحدهما أن يفرق بينه وبين الآخر فدخل عليه فأنشده قوله فيه .
( يا دارَ أمِّ مالك ألا أسلمي ... على التنائي من مُقام وأنعَمي ) .
( كيف أنا إن أنت لم تَكّلمي ... بالوحْي أو كيف بأن تجمجمي ) .
( تقول لي بنتي ملامَ الُلُّوَّم ... يا أبتا إنك يوماً مؤتِمي ) .
( فقلت كلاّ فاعلمي ثم اعلمي ... أني لِميقات كتاب محكَم ) .
( لو كنتُ في ظلمة شِعب مظلم ... أو في السماء أرتقي بسلَّم ) .
( لا نصبّ مقداري إلى مُجْرَنثَمي ... إني وربّ الراقصات الرسَّم ) .
( وربِّ حوض زمزم وزمزم ... لأستبين الخير عند مَقدَمي ) .
( وعند تَرحاليَ عن مُخَيَّمي ... علَى ابنِ عبد الله قَرْمِ الأقرم ) .
( فإنني بالعِلمِ ذو ترسُّم ... لم أدر ما مهاجِرُ التكرم )