( أفي كلِّ يومٍ أنت رامٍ بلادَها ... بعَينَين إنساناهما غَرِقان ) .
( ألا فاحمِلاني بارك اللهُ فيكما ... إلى حاضرِ الرّوحاء ثم ذراني ) .
فقلت زدني قال لا ولا حرف .
التغني بالصوت المنسوب إليه يهيج الواثق .
ويقال إن الذي هاج الواثق على القبض على أحمد بن الخصيب وسليمان بن وهب أنه غنى هذا الصوت أعني .
( مِن الناس إنسانان دَيْنِي عليهما ... ) .
فدعا خادماً كان للمعتصم ثم قال له اصدقني وإلا ضربت عنقك .
قال سل يا أمير المؤمنين عما شئت قال سمعت أبي وقد نظر إليك يتمثل بهذين البيتين ويومئ إليك إيماء تعرفه فمن اللذان عنى قال قال لي إنه وقف على إقطاع أحمد بن الخصيب وسليمان بن وهب ألفي دينار وأنه يريد الإيقاع بهما فكان كلما رآني يتمثل بهذين البيتين قال صدقني والله والله سبقاني بهما كما سبقاه ثم أوقع بهما .
وأخبرني محمد بن يحيى الصولي حدثني ميمون بن هارون قال نظر الواثق إلى أحمد بن الخصيب يمشي فتمثل .
( مِن الناس إنسانان دَيْني عليهما ... ) .
وذكَر البيتين وأشار بقوله .
( خليليّ أمّا أم عمرو فمنهما ... ) .
إلى أحمد بن الخصيب فلما بلغ هذا سليمان بن وهب قال إنا لله أحمد بن الخصيب والله أمُّ عمرو وأنا الأخرى قال ونكبهما بعد أيام وقد قيل إن محمد بن عبد الملك الزيات كان السبب في نكتبهما