( إنما الدنيا أبو دُلف ... بين مَبْداه ومحتضَره ) .
( فإذا ولَّى أبو دُلَفٍ ... ولّت الدنيا على أَثَره ) .
امتحنوه فقال قصيدة في وصف الفرس .
فلما وصل إلى أبي دلف وعنده من الشعراء وهم لا يعرفونه استرابوه بها فقال له قائده إنهم قد اتهموك وظنوا أن الشعر لغيرك فقال أيها الأمير إن المحنة تزيل هذا قال صدقت فامتحنوه فقالوا له صف فرس الأمير وقد أجلناك ثلاثاً قال فاجعلوا معي رجلاً تثقون به يكتب ما أقول فجعلوا معه رجلاً فقال هذه القصيدة في ليلته وهي .
( رِيعت لمنشور على مَفرِقهِ ... ذمّ لها عهد الصِّبا حين انتسبْ ) .
( أهدابُ شَيبٍ جُددٌ في رأْسه ... مكروهةُ الجِدّة أنضاء العُقَب ) .
( أشرقن في أسوَدَ أزرايْن بِه ... كانَ دُجاه لهوى البِيض سبب ) .
( واعتقن أيامَ الغواني والصِّبا ... عن ميِّت مطلبُه حيُّ الأدبْ ) .
( لم يزدجٍر مُرْعوياً حين ارعوى ... لكنْ يدٌ لم تتصل بمطّلب ) .
( لم أَرَ كالشيب وقاراً يُجتَوَى ... وكالشبَّاب الغضّ ظِلاَّ يُسْتلَب ) .
( فنازلٌ لم يُبتَهج بِقُربه ... وذاهب أبقى جوىً حين ذهب ) .
( كان الشباب لِمّة أُزهَى بها ... وصاحباً حرّاً عزيز المصطَحَب ) .
( إذ أنا أجري سادراً في غيه ... لا أُعتب الدهر إذا الدهر عتب )