جعفر بن يحي والرشيد يعبثان به .
أخبرني رضوان بن أحمد قال حدثني يوسف بن إبراهيم قال حدثني أبو إسحاق قال .
مطرنا ونحن مع الرشيد بالرقة مطراً مع الفجر واتصل إلى غد ذلك اليوم وعرفنا خبر الرشيد وأنه مقيم عند أم ولده المسماة بسحر فتشاغلنا في منازلنا فلما كان من غد جاءنا رسول الرشيد فحضرنا جميعاً وأقبل يسأل واحداً واحداً عن يومه الماضي ما صنع فيه فيخبره إلى أن انتهى إلى جعفر بن يحي فسأله عن خبره فقال كان عندي أبو زكار الأعمى وأبو صدقة فكان أبو زكار كلما غنى صوتاً لم يفرغ منه حتى يأخذه أبو صدقة فإذا انتهى الدور إليه أعاده وحكى أبا زكار فيه وفي شمائله وحركاته ويفطن أبو زكار لذلك فيجن ويموت غيظاً ويشتم أبا صدقة كل شتم حتى يضجر وهو لا يجيبه ولا يدع العبث به وأنا أضحك من ذلك إلى أن توسطنا الشراب وسئمنا من العبث به فقلت له دع هذا وغن غناءك فغنى رملاً ذكر أنه من صنعته طربت له والله يا أمير المؤمنين طربا ما أذكر أني طربت مثله منذ حين هو .
صوت .
( فتَنْتَنِي بفاحمِ اللون جَعْدٍ ... وبِثَغر كأنه نظم دُرٍّ ) .
( وبِوجهٍ كأنه طلعة البدرِ ... وعَينٍ في طَرفها نَفْث سِحْرِ ) .
فقلت له أحسنت والله يا أبا صدقة فلم أسكت عن هذه الكلمة حتى قال لي إني قد بنيت داراً حتى أنفقت عليها حريبتي وما أعددت لها فرشاً فافرشها لي نجد الله لك في الجنة ألف قصر فتغافلت عنه وعاود الغناء