فأجاده واستعاده الحارث ثلاثاً وهو يعيده فقال له الحارث أحسنت والله يا أبا صدقة قال له هذا غنائي وقد قرصني البرد فكيف تراه فديتك كان يكون لو كان تحت دراعتي هذه شعيرات يعني الوبر والرشيد يسمع ذلك فضحك فأمر بأن يخلع عليه دراعة ملحم مبطنة بفنك ففعلوا ثم تغنى الجماعة وغنى أبو صدقة لمعبد .
( بان الخليط على بُزْلٍ مخيّسةٍ ... هُدْلِ المشافر أدنى سيرِها الرّمَلُ ) .
ثم تغنى بعده لمعبد أيضاً .
( بانَ الخليطُ ولو طُووِعت ما بانا ... وقطّعوا من حِبال الوصلِ أقرانا ) .
فأقام فيهما جميعاً القيامة فطرب الرشيد حتى كاد أن يخرج إلى المجلس طرباً فقال له الحارث أحسنت والله يا أبا صدقة فديتك وأجملت فقال أبو صدقة فكيف ترى فديتك الحال تكون لو كانت على هذه الدراعة نقيطات يعني الوشي فضحك الرشيد حتى ظهر ضحكه وعلموا بموضعه وعرف علمهم بذلك فأمر بإدخالهم إليه وأمر بأن يخلع على أبي صدقة دراعة أخرى مبطنة فخلعت عليه .
أخبرني محمد بن مزيد بن أبي الأزهر قال حدثنا حماد بن إسحاق عن أبيه قال .
سأل الحسن بن سليمان أخو عبيد الله بن سليمان الطفيلي الفضل وجعفراً