( طَرِبَ البحر فاعبُرِي يا سفينهْ ... لا تَشُقِّي على رجالِ المدينهْ ) فأقبل القوم يصفقون ويطربون ثم أخذ في نحو هذا من الغناء فقلت في نفسي أنتم هاهنا لئن أصبحت سالما لا أمسيت في هذه البلدة .
فلما أصبحت شددت رحلي على ناقتي واحتقبت ركوة من شراب ورحلت متوجها إلى الحيرة وقلت .
( ليت شعري متى تَخُبّ بَي الناقةُ ... بين السَّدِير والصِّنَّيْنِ ) .
( مُحْقِباً رَكُوَةً وخُبْزَ رُقَاقٍ ... وبُقُولا وقطعةً من نُونِ ) .
( لستُ أبغِي زاداً سواها من الشام ... وحسبي عُلالةٌ تَكْفيني ) .
( فإذا أُبْتُ سالماً قلت سُحْقاً ... وبِعَاداً لمعشرٍ فارقوني ) .
أخبرني محمد بن مزيد والحسين بن يحيى عن حماد عن أبيه وأخبرنا به وكيع في عقب أخبار رواها عن حماد بن إسحاق عن أبيه فقال وقال لي إسحاق فلا أدري أأدرج الإسناد وهو سماعه أم ذكره مرسلا قال إسحاق وذكر ابن كناسة .
أن خالد بن عبد الله القسري حرم الغناء بالعراق في أيامه ثم أذن للناس يوما في الدخول عليه عامة فدخل أليه حنين ومعه عود تحت ثيابه فقال أصلح الله الأمير كانت لي صناعة أعود بها على عيالي فحرمها الأمير فأضر ذلك بي وبهم فقال وما صناعتك فكشف عن عوده وقال هذا فقال له خالد عن فحرك أوتاره وغنى