( وعلى عَدُوِّك يابْن عَمِّ مُحمَّد ... رَصَدانِ ضوءُ الصُّبْح والإِظَلامُ ) .
( فإذا تَنَبَّه رُعْتَه وإذا غَفَا ... سَلَّت عليه سيُوفَك الأحْلامُ ) .
وأنشدته أنا قولي .
( زَمَنٌ بأعْلى الرَّقْمَتَيْن قَصِير ... ) .
حتى انتهيت إلى قولي .
( لا تَبْعَدِ الأيَّامُ إذ وَرَقُ الصِّبا ... خَضِلٌ وإذ غَضُّ الشبابِ نضِيرُ ) .
فاستحسن هذا البيت ومضيت في القصيدة حتى أتممتها فوجه إلي الفضل بن الربيع أنفذ إلي قصيدتك فإني أريد أن أنشدها الجواري من استحسانه إياها .
قال وركب الرشيد يوما قبة وسعيد بن سالم معه في القبة فقال أين محمد البيذق وكان رجلا حسن الصوت ينشد الشعر فيطرب بحسن صوته أشد من إطراب الغناء فحضر فقال أنشدني قصيدة الجرجاني فأنشده فقال الشعر في ربيعة سائر اليوم فقال له سعيد بن سالم يا أمير المؤمنين استنشده قصيدة أشجع بن عمرو فأبى فلم يزل به حتى أجاب إلى استماعها فلما أنشده هذين البيتين .
( وعلى عَدُوِّك يابْن عَمّ مُحمَّد ... ) .
والذي بعده قال له سعيد بن سالم والله يا أمير المؤمنين لو خرس بعد هذين لكان أشعر الناس .
أخبرني الحسن بن علي الخفاف قال حدثني محمد بن القاسم بن