عائشة ولا أظرف مجلسا ولا أكثر طيبا وكان يصلح أن يكون نديم خليفة أو سمير ملك .
قال إسحاق فأذكرني هذا القول قول جميلة له وأنت يا أبا جعفر فمع الخلفاء تصلح أن تكون .
قال إسحاق وحدثني المدائني قال حدثني جرير قال كان ابن عائشة تائها سيىء الخلق فإن قال له إنسان تغن قال ألمثلي يقال هذا وإن قال له إنسان وقد ابتدأ هو بغناء احسنت قال ألمثلي يقال أحسنت ثم يسكت فكان قليلا ما ينتفع به فسال العقيق مرة فدخل عرصة سعيد بن العاصي الماء حتى ملأها فخرج الناس إليها وخرج ابن عائشة فيمن خرج فجلس على قرن البئر فبينا هم كذلك إذ طلع الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام على بغلة و خلفه غلامان أسودان كأنهما من الشياطين فقال لهما امضيا رويدا حتى تقفا بأصل القرن الذي عليه ابن عائشة فخرجا حتى فعلا ذلك ثم ناداه الحسن كيف أصبحت يا بن عائشة قال بخير فداك أبي وأمي قال انظر من إلى جنبك فنظر فإذا العبدان فقال له أتعرفهما قال نعم قال فهما حران لئن لم تغنني مائة صوت لآمرنهما بطرحك في البئر وهما حران لئن لم يفعلا لأقطعن أيديهما فاندفع ابن عائشة فكان أول ما ابتدأ به صوتا له وهو