وأخبرني بهذا الخبر عمي فجاء ببعض معانيه وزاد فيه ونقص قال حدثني هارون بن محمد بن عبد الملك الزيات قال حدثني سليمان بن سعد الحلبي قال .
سمعت القاري بن عدي يقول اشتاق الوليد بن يزيد إلى معبد فوجه إليه إلى المدينة فأحضر وبلغ الوليد قدومه فأمر ببركة بين يدي مجلسه فملئت ماء ورد قد خلط بمسك وزعفران ثم فرش للوليد في داخل البيت على حافة البركة وبسط لمعبد مقابله على حافة البركة ليس معهما ثالث وجيء بمعبد فرأى سترا مرخى ومجلس رجل واحد فقال له الحجاب يا معبد سلم على أمير المؤمنين واجلس في هذا الموضع فسلم فرد عليه الوليد السلام من خلف الستر ثم قال له حياك الله يا معبد أتدري لم وجهت إليك قال الله أعلم وأمير المؤمنين قال ذكرتك فأحببت أن أسمع منك قال معبد أأغني ما حضر أم ما يقترحه أمير المؤمنين قال بل غنني .
( ما زال يَعْدُو عليهم ريبُ دهرِهِمُ ... حتى تفانَوْا وريبُ الدهر عَدّاءُ ) .
فغناه فما فرغ منه حتى رفع الجواري السجف ثم خرج الوليد فألقى نفسه في البركة فغاص فيها ثم خرج منها فاستقبله الجواري بثياب غير الثياب الأولى ثم شرب وسقى معبدا ثم قال له غنني يا معبد .
( يا رَبْعُ مالك لا تُجيِبُ متيّما ... قد عاج نحوَك زائراً ومسلِّما ) .
( جادتكَ كلُّ سحابة هَطَّالة ... حتى تُرَى عن زَهْرةٍ متبسِّما ) .
( لو كنتَ تَدْرِي مَنْ دعاك أجبتَه ... وبكيتَ من حُرَقٍ عليه إذاً دَما ) .
قال فغناه وأقبل الجواري فرفعن الستر وخرج الوليد فألقى نفسه في البركة فغاص فيها ثم خرج فلبس ثيابا غير تلك ثم شرب وسقى معبدا ثم قال له غنني فقال بماذا يا أمير المؤمنين قال غنني