إن الحطيئة أقحمته السنة فنزل ببني مقلد بن يربوع فمشى بعضهم إلى بعض وقالوا إنِ هذا الرجل لا يسلم أحد من لسانه فتعالوا حتى نسأله عما يحب فنفعله وعما يكره فنجتنبه فأتوه فقالوا له يا أبا مليكة إنك اخترتنا على سائر العرب ووجب حقك علينا فمرنا بما تحب أن نفعله وبما تحب أن ننتهي عنه فقال لا تكثروا زيارتي فتملوني ولا تقطعوها فتوحشوني ولا تجعلوا فناء بيتي مجلسا لكم ولا تسمعوا بناتي غناء شبانكم فإن الغناء رقية الزنا .
قال فأقام عندهم وجمع كل رجل منهم ولده وقال أمكم الطلاق لئن تغنى أحد منكم والحطيئة مقيم بين أظهرنا لأضربنه ضربة بسيفي أخذت منه ما أخذت .
فلم يزل مقيما فيما يرضى حتى انجلت عنه السنة فارتحل وهو يقول .
( جاورتُ آلَ مُقَلِّدٍ فَحمِدتُهم ... إذ ليس كلُّ أخي جِوارٍ يُحْمَدُ ) .
( أيامَ مَنْ يُرِدِ الصنيعةَ يَصْطنعْ ... فينا ومن يُرِدِ الزَّهادةَ يَزْهَدُ ) .
الحطيئة والزبرقان .
فأما خبره مع الزبرقان بن بدر والسبب في هجائه إياه فأخبرني به أبو خليفة عن محمد بن سلام ولم يتجاوزه به وأخبرني الحسين ين يحيى عن حماد عن أبيه عن محمد بن سلام عن يونس وأخبرني محمد بن الحسن بن دريد عن أبي حاتم عن أبي عبيدة وأخبرني اليزيدي عن عمه عبيد الله عن أبي حبيب عن ابن