الأخرى .
ثم عويت في أثر القوافي عواء الفصيل الصادي قال ومن أنت قال الحطيئة قال فرحب به سعيد ثم قال أسأت بكتماننا نفسك منذ الليلة ووصله وكساه .
ومضى لوجهه إلى عتيبة بن النهاس العجلي فسأله فقال له ما أنا على عمل فأعطيك من عدده ولا في مالي فضل عن قومي قال له فلا عليك وانصرف فقال له بعض قومه لقد عرضتنا ونفسك للشر قال وكيف قالوا هذا الحطيئة وهو هاجينا أخبث هجاء فقال ردوه فردوه إليه فقال له لم كتمتنا نفسك كأنك كنت تطلب العلل علينا اجلس فلك عندنا ما يسرك فجلس فقال له من أشعر الناس قال الذي يقول .
( ومَنْ يَجعَلِ المعروفَ من دون عِرْضِه ... يَفِرْهُ ومَنْ لا يَتَّقِ الشَّتمَ يُشتَمِ ) فقال له عتيبة إن هذا من مقدمات أفاعيك ثم قال لوكيله اذهب معه إلى السوق فلا يطلب شيئا إلا اشتريته له فجعل يعرض عليه الخز ورقيق الثياب فلا يريدها ويومىء إلى الكرابيس والأكسية الغلاظ فيشتريها له حتى قضى أربه ثم مضى فلما جلس عتيبة في نادي قومه أقبل الحطيئة فلما رآه عتيبة قال هذا مقام العائذ بك يا أبا مليكة من خيرك وشرك قال قد كنت قلت بيتين فاستمعهما ثم أنشأ يقول .
( سُئِلتَ فلم تبخَل ولم تُعْطِ طائلاً ... فَسِيّانِ لا ذمٌّ عليكَ ولا حمدُ ) .
( وأنتَ امرؤ لا الجودُ منكَ سَجيّةٌ ... فتُعطِي ولا يُعدِي على النائل الوُجْدُ )