به يحيى بن علي عن داود بن محمد عن حماد بن إسحاق عن أبيه عن ابن عائشة عن يونس النحوي قال .
مات رجل من جند أهل الشأم عظيم القدر له فيهم عز وعدد فحضر الحجاج جنازته وصلى عليه وجلس على قبره وقال لينزل إليه بعض إخوانه فنزل نفر منهم فقال أحدهم وهو يسوي عليه رحمك الله أبا قنان إن كنت ما علمت لتجيد الغناء وتسرع رد الكأس ولقد وقعت في موضع سوء لا تخرج منه والله إلى يوم القيامة .
قال فما تمالك الحجاج أن ضحك وكان لا يكثر الضحك في جد ولا هزل .
فقال له أهذا موضع هذا لا أم لك فقال أصلح الله الأمير فرسه حبيس في سبيل الله لو سمعه الأمير وهو يغني .
( يا لُبَيْنَى أوقِدي النارا ... إن مَنْ تَهَوَين قد حارَا ) لانتشر الأمير على سعنة وكان الميت يلقب بسعنة فقال إنا لله أخرجوه من القبر ما أبين حجة أهل العراق في جهلكم يا أهل الشأم قال وكان سعنة هذا الميت من أوحش خلق الله كلهم صورة وأذمهم قامة فلم يبق أحد حضر القبر إلا استفرغ ضحكا .
ومنها من قصيدة التي أولها .
( لِمَنْ الدارُ تَعفَّتْ بِخِيَمْ ... ) .
صوت .
( وثلاثٍ كالحماماتِ بها ... بين مجْثَاهُنَّ توشيمُ االحُممْ ) .
( أسأل الدارَ وقد أنكرتُها ... عن حبيبي فإِذا فيها صممْ )