هذا خبر صاحب الحضر الذي ذكره عدي .
وأما صاحب الخورنق فهو النعمان بن الشقيقة وهو الذي ساح على وجهه فلم يعرف له خبر والشقيقة أمه بنت أبي ربيعة بن زهر بن شيبان .
وهو النعمان ابن امرىء القيس بن عمرو بن عدي بن نصر بن ربيعة بن الضخم اللخمي وهو صاحب الخورنق فذكر ابن الكلبي في خبره الذي قدمنا ذكره ورواية علي بن الصباح إياه عنه أنه كان سبب بنائه الخورنق أن يزدجرد بن سابور كان لا يبقى له ولد فسأل عن منزل مريء صحيح من الأدواء والأسقام فدل على ظهر الحيرة فدفع ابنه بهرام جور بن يزدجرد إلى النعمان بن الشقيقة وكان عامله على أرض العرب وأمره بأن يبني الخورنق مسكنا له ولابنه وينزله إياه معه وأمره بإخراجه إلى بوادي العرب وكان الذي بنى الخورنق رجلا يقال له سنمار فلما فرغ من بنائه عجبوا من حسنه وإتقان عمله فقال لو علمت أنكم توفوني أجرتي وتصنعون بي ما أستحقه لبنيته بناء يدور مع الشمس حيثما دارت فقالوا وإنك لتبني ما هو أفضل منه ولم تبنه ثم أمر به فطرح من أعلى الجوسق .
وقال في بعض الروايات أنه قال له إني لأعرف في هذا القصر موضع عيب إذا هدم تداعى القصر أجمع فقال له أما والله لا تدل عليه أحدا أبدا ثم رمي به من أعلى القصر فقالت الشعراء في ذلك أشعارا كثيرة منها قول أبي الطمحان القيني .
( جَزَاءَ سِنِمَّارٍ جَزَوْها ورَبِّها ... وبالَّللاتِ والعُزَّى جزاءَ المكفَّرِ )