قال فأخرب سابور المدينة واحتمل النضيرة بنت الضيزن فأعرس بها بعين التمر فلم تزل ليلتها تتضور من خشانة في فرشها وهي من حرير محشو بالقز فالتمس ما كان يؤذيها فإذا هي ورقة آس ملتصقة بعكنة من عكنها قد أثرت فيها .
قال وكان ينظر إلى مخها من لين بشرتها فقال لها سابور ويحك بأي شيء كان أبوك يغذيك قالت بالزبد والمخ وشهد الأبكار من النحل وصفوة الخمر .
فقال وأبيك لأنا أحدث عهدا بمعرفتك وآثر لك من أبيك الذي غذاك بما تذكرين ثم أمر رجلا فركب فرسا جموحا وضفر غدائرها بذنبه ثم استركضه فقطعها قطعا فذلك قول الشاعر .
( أقفرَ الحَضْرُ من نضيرةَ فالمِرْبَاعُ ... مِنهَا فجانبُ الثَّرْثَارِ ) .
قالوا وكان الضيزن صاحب الحضر يلقب الساطرون وقال غيرهم بل الساطرون صاحب الحضر كان رجلا من أهل باجرمى والله أعلم أي ذلك كان