بلغ المجنون أنه غاد بها فقال .
صوت .
( أمُزمِعةٌ للبين ليلَى ولم تَمُتْ ... كأنكَ عما قد أظلَّك غافِلُ ) .
( ستَعلم إن شطَّتْ بهم غُرْبةُ النّوَى ... وزالوا بليلَى أنّ لُبّك زائل ) .
الغناء للزبير بن دحمان ثقيل بالوسطى .
قال أبو نصر قال خالد وحدثني جماعة من بني قشير أن المجنون سقم سقاما شديدا قبل اختلاطه حتى أشفى على الهلاك فدخل إليه أبوه يعلله فوجده ينشد هذه الأبيات ويبكي أحر بكاء وينشج أحر نشيج .
( ألا أيُّها القلبُ الذي لَّج هائِماً ... بليلَى وليداً لم يُقطّع تمائمُه ) .
( أَفِقْ قد أفاقَ العاشقون وقد أَنَي ... لحالكَ أن تلقَى طبيبا تلائمُه ) .
( فمالَكَ مسلوبَ العَزاء كأَنّما ... تَرى نأيَ ليلَى مَغْرَماً أنتَ غارِمُه ) .
( أَجِدَّكَ لا تُنسيكَ لَيْلَى مُلِمَّةٌ ... تُلِمُّ ولا يُنسيك عهدا تقادُمُه ) .
قال ووقف مستترا ينظر إلى أظعان ليلى وقد رحل بها زوجها وقومها فلما رآهم يرتحلون بكى وجزع فقال له أبوه ويحك إنما جئنا بك متخفيا ليتروح بعض ما بك بالنظر إليهم فإذا فعلت ما أرى عرفت وقد أهدر السلطان دمك إن مررت بهم فأمسك أو فانصرف فقال مالي سبيل إلى النظر إليهم يرتحلون وأنا ساكن غير جازع ولا باك فانصرف بنا فانصرف وهو يقول .
صوت .
( ذُدِ الدّمعَ حتى يظعَنَ الحيّ إنّما ... دموعُكَ إن فاضت عليكَ دليلُ )