( لئن حال يأسٌ دون لَيْلَى لربّما ... أتى اليأسُ دون الأمر فهو عَصِيبُ ) .
( ومنّيتِني حتى إذا ما رأيتِني ... على شَرَفٍ للناظرين يُرِيبُ ) .
( صدَدتِ وأشمَتِّ العدوَّ بصرْمِنا ... أثابكِ يا لَيْلَى الجزاءَ مُثيبُ ) .
أبلغيها السلام وقولي لها هيهات .
أخبرني هاشم بن محمد الخزاعي قال حدثنا محمد بن زكريا الغلابي قال حدثنا مهدي بن سابق قال حدثنا بعض مشايخ بني عامر أن المجنون مر في توحشه فصادف حي ليلى راحلا ولقيها فجأة فعرفها وعرفته فصعق وخر مغشيا على وجهه وأقبل فتيان من حي ليلى فأخذوه ومسحوا التراب عن وجهه وأسندوه إلى صدورهم وسألوا ليلى أن تقف له وقفة فرقت لما رأته به وقالت أما هذا فلا يجوز أن أفتضح به ولكن يا فلانة لأمة لها اذهبي إلى قيس فقولي له ليلى تقرأ عليك السلام وتقول لك أعزز علي بما أنت فيه ولو وجدت سبيلا إلى شفاء دائك لوقيتك بنفسي منه فمضت الوليدة إليه وأخبرته بقولها فأفاق وجلس وقال أبلغيها السلام وقولي لها هيهات إن دائي ودوائي أنت وإن حياتي ووفاتي لفي يديك ولقد وكلت بي شقاء لازما وبلاء طويلا .
ثم بكى وأنشأ يقول .
( أقول لأصحابي هي الشمس ضوءُها ... قريبٌ ولكن في تَنَاوُلِها بُعدُ ) .
( لقد عرضتْنا الريحُ منها بنفحةٍ ... على كَبِدِي من طيبِ أرواحها بَرْدُ ) .
( فما زلتُ مَغْشيّاً عليَّ وقد مَضتْ ... أناةٌ وما عندي جوابٌ ولا رَدُّ ) .
( أُقَلَّبُ بالأيدي وأهلي بِعَوْلةٍ ... يُفدُّونني لو يستطيعون أن يَفْدُوا ) .
( ولم يبق إلا الجلدُ والعظمُ عاريا ... ولا عظمَ لي إن دام ما بي ولا جِلدُ ) .
( أَدُنيايَ مالي في انقطاعي وغُربتي ... إليكِ ثوابٌ منكِ دَينٌ ولا نَقْدُ ) .
( عِدِينِي بنفسِي أنتِ وعداً فربّما ... جلاَ كُربَةَ المكروب عن قلبه الوعدُ )