حدثني عمي قال حدثنا أحمد بن محمد الفيرزان قال حدثني شيبة بن هشام قال .
دعانا محمد بن أمية يوما ووجه إلىجارية كان يحبها فدعاها وبعث إلى مولاها يحدرها مع رسوله فأبطأ الرسول حتى انتصف النهار ثم عاد وليست معه وقال أخذوا مني الدراهم ثم ردوها علي ورأيتهم مختلطين ولهم قصة لم يعرفونيها وقالوا ليست ها هنا فإن عادت بعثنا بها إليكم فتنغص عليه يومه وتغير وجهه وتجمل لنا ثم بكرنا من غد بأجمعنا إلى منزل مولاها فإذا هي قد بيعت فوجم طويلا وسار حتى إذا خلا لنا الطريق اندفع باكيا فما أنسى حرقة بكائه وهو ينشدني .
( تخطَّى إليَّ الدهرُ من بين من أرى ... وسوءُ مقاديرٍ لهنَّ شؤون ) .
( فشتَّتَ شملي دون كلِّ أخي هوًى ... وأقْصَدَني بلْ كلَّهم سَيَبِين ) .
( ومهما تكُن من ضَحْكة بعد فَقْدها ... فإني وإن أظهرتُها لحزين ) .
( سلامٌ على أيَّامِنا قبل هذه ... إذِ الدارُ دارٌ والسرورُ فنون ) .
قال ومضت على ذلك مدة ثم أخبرني أنه اجتاز بها وهي تنظر من وراء شباك فسلم عليها فأومأت بالسلام إليه ودخلت فقال .
( تُطالعُني على وجلٍ خِداعُ ... من الشَّبَكِ التي عُملت حَدِيدا ) .
( مُطَالِعتي قِفي بالله حتَّى ... أزَوِّدَ مقْلتِي نظراً جديدا ) .
( فقالتْ إنْ سَها الواشون عنَّا ... رجَوْنا أن تَعُود وأن نَعودا ) .
وأنشدني أيضا في ذلك