( هذا الذي لم تَزلْ نَفْسي تخوفُني ... منها فأيْنَ الذي كانَتْ تُمَنِّيني ) .
( خاطَرْتُ إذ أقبلتْ نحوي وقلتُ لها ... تَفدِيكِ نفسي فداءً غيرَ مَمْنون ) .
( فخاطبتني بما أخْفَته فانصرفت ... نفسي بظَّنْين مخشِيٍّ ومأمون ) .
حدثني محمد بن يحيى الصولي قال حدثني أحمد بن يزيد المهلبي قال حدثني أبي قال كنت بين يدي المنتصر جالسا فجاءته رقعة لا أعلم ممن هي فقرأها وتبسم ثم إنه اقبل علي وأنشد .
( لطافةُ كاتبٍ وخشوعُ صبٍّ ... وفِطْنةُ شاعرٍ عندَ الجوَاب ) .
ثم أقبل علي فقال من يقول هذا يا يزيد فقلت محمد بن أمية يا أمير المؤمنين فضحك وقال كأنه والله يصف ما في هذه الرقعة .
أخبرني الحسن بن علي قال حدثنا محمد بن القاسم بن مهرويه قال حدثني حذيفة بن محمد قال كنت أنا وابن قنبر عند محمد بن أمية بعقب بيع جارية كان يحبها وقد لحقه عليها وله كالجنون فجعل ابن قنبر وأخوه علي بن أمية يعاتبانه على ما يظهر منه فأقبل بوجهه عليهما ثم قال .
( لو كنتَ جَرَّبْتَ الهوى يابن قَنْبَرٍ ... كوصفك إياه لأَلهاك عن عذْلي ) .
( أنا وأخي الأدنى وأنت لها الفِدا ... وإن لم تكونا في مودّتها مثلي ) .
( أأنْ حُجبتْ عني أجود لغيرها ... بودّي وهل يُغْري المحبَّ سوى البُخْل ) .
( أسَرّ بأن قالوا تَضَنّ بودّها ... عليك ومن ذا سُرّ بالبخل من قبلي ) .
قال فضحك ابن قنبر وقال إذا كان الأمر هكذا فكن أنت الفداء