ومجالد بن حمزة بن بيض عن الشعبي قال بينا القراء عند سعيد بن العاص وهم يأكلون تمرا وزبدا إذ قال سعيد السواد بستان قريش فما شئنا أخذنا منه وما شئنا تركنا فقال له عبد الرحمن بن حبيش وكان على شرطة سعيد صدق الأمير فوثب عليه القراء فضربوه وقالوا له يا عدو الله يقول الباطل وتصدقه اخرجوا من داري فخرجوا فلما أصبحوا أتوا المسجد فداروا على الحلق فقالوا إن أميركم زعم أن السواد بستان له ولقومه وهو فيئنا ومركز رماحنا فوالله ما على هذا بايعنا ولا عليه أسلمنا فكتب سعيد إلى عثمان Bه إن قبلي قوما يدعون القراء وهم السفهاء وثبوا على صاحب شرطتي فضربوه واستخفوا بي منهم عمرو بن زرارة وكميل بن زياد والأشتر وحرقوص بن هبيرة وشريح بن أوفى ويزيد بن المكفف وزيد وصعصعة ابنا صوحان وجندب بن عبد الله فكتب إليهم عثمان Bه يأمرهم أن يخرجوا إلى الشام ويغزوا مغازيهم وكتب إلىسعيد قد كفيتك الذي أردت فأقرئهم كتابي فإني أراهم لا يخالفون إن شاء الله واتق الله جل وعز وأحسن السيرة فأقرأهم الكتاب فخرجوا إلى دمشق فأكرمهم معاوية وقال إنكم قدمتم بلدا لا يعرف أهله إلا الطاعة فلا تجادلوهم فتدخلوا الشك قلوبهم فقال له الأشتر إن الله جل وعز قد أخذ على العلماء في علمهم ميثاقا أن يبينوه للناس ولا يكتموه فإن سألنا سائل عن شيء نعلمه لم نكتمه فقال قد خفت أن تكونوا مرصدين للفتنة فاتقوا الله ( ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات ) فقال عمرو بن زرارة نحن الذين هدى الله فأمر معاوية بحبسهم فقال له زيد بن صوحان إن الذين أشخصونا إليك لم يعجزوا عن حبسنا أو أرادوا فأحسنوا جوارنا وإن كنا ظالمين فنستغفر الله وإن كنا مظلومين فنسأل الله العافية فقال له معاوية إني لا أرى حبسك أمرا صالحا فإن أحببت أن آذن لك فترجع إلى مصرك