أما الأول فإني خرجت مع أبي نتصيد فمررت به وهو بفناء بابه وبين يديه عس من شراب أو لبن فتناولته لأشرب منه فثار إلي فهراق الإناء فملا وجهي وصدري فأعطيت الله عهدا لئن أمكنني منه لأخضبن لحيته وصدره من دم وجهه .
وأما الآخر فكانت له عندي يد كافأته بها ولم أكن أثبته فتأملته حتى عرفته .
وأما الذي ذبحته فإن عينا لي بالشام كتب إلي إن جبلة بن الأيهم قد بعث إليك برجل صفته كذا وكذا ليغتالك فطلبته أياما فلم أقدر عليه حتى كان اليوم .
أخبرني الحسين بن يحيى عن حماد عن أبيه قال .
كان لأبي زبيد نديم يشرب معه بالكوفة فغاب أبو زبيد غيبة ثم رجع فأخبر بوفاته فعدل إلى قبره قبل دخوله منزله فوقف عليه ثم قال .
( يا هاجِرِي إذ جئتُ زائرَهُ ... ما كان منْ عاداتكَ الهَجْرُ ) .
( يا صاحبَ القبرَ السّلام على ... مَنْ حال دون لِقائه القَبْرُ ) .
ثم انصرف وكان بعد ذلك يجيء إلى قبره فيشرب عنده ويصب الشراب على قبره