والأبيات التي فيها الغناء المذكور يقولها في غلام له قتلته تغلب وكان مجاورا فيهم فدل بهراء على عورتهم وقاتلهم معهم فقتل .
أخبرني بخبره أبو خليفة قال حدثني محمد بن سلام وأخبرني محمد بن العباس اليزيدي عن عمه عبيد الله عن محمد بن حبيب عن ابن الأعرابي .
قال كان أخوال أبي زبيد بني تغلب وكان يقيم فيهم أكثر أيامه وكان له غلام يرعى إبله فغزت بهراء بني تغلب فمروا بغلامه فدفع إليهم إبل أبي زبيد وقال انطلقوا أدلكم على عورة القوم وأقاتل معكم ففعلوا والتقوا فهزمت بهراء وقتل الغلام فقال أبو زبيد هذه القصيدة وهي .
( هل كنتَ في مَنْظَرٍ ومُسْتَمَع ... عن نَصْرِ بَهْراء غيرَ ذي فَرَسِ ) .
( تَسْعى إلى فِتيةِ الأراقم وأستعجلْتَ ... قَبْل الجمان والقبس ) .
( في عارضٍ من جبال بهرائها الأُولى ... مَرَين الحروب عن دُرَس ) .
( فَبهرةٌ مَنْ لَقُوا حَسِبْتَهُم ... أحْلى وأشْهَى من بارِدِ الدِّبِسِ ) .
( لا تِرة عندهم فتطلبَها ... ولا هُمُ نُهْزَة لمُخْتَلِس ) .
( جُودٌ كرام إذا هُم نُدِبُوا ... غيْرُ لئامٍ ضُجْرٍ ولا كُسُسِ ) .
( صُمْتٌ عظام الحلُوم إن قعدوا ... عن غير عِيٍّ بِهم ولا خَرَسِ ) .
( تَقُود أفراسَهُم نساؤهُمُ ... يُزَجُون أجمالَهمْ مع الغلَس )