قال إي والله لقد أتيته وجالسته قال قلت فصفه لي فقال كان أحمر أزرق أبرش قصيرا فقلت له بالله أخبرني أيسرك أنه سمع مقالتك هذه وأن لك حمر النعم قال لا والله ولا سودها فقد رأيت ملوك حمير في ملكها ورأيت ملوك غسان في ملكها فما رأيت أحدا قط كان أشد عزا منه وكان ظهر الكوفة ينبت الشقائق فحمى ذلك المكان فنسب إليه فقيل شقائق النعمان .
فجلس ذات يوم هناك وجلسنا بين يديه كأن على رؤوسنا الطير وكأنه باز فقام رجل من الناس فقال له أبيت اللعن أعطني فإني محتاج فتأمله طويلا ثم أمر به فأدني حتى قعد بين يديه ثم دعا بكنانة فاستخرج منها مشاقص فجعل يجأبها في وجهه حتى سمعنا قرع العظام وخضبت لحيته وصدره بالدم ثم أمر به فنحي ومكثنا مليا .
ثم نهض آخر فقال له أبيت اللعن أعطني فتأمله ساعة ثم قال أعطوه ألف درهم فأخذها وانطلق .
ثم التفت عن يمينه ويساره وخلفه فقال ما قولكم في رجل أزرق أحمر يذبح على هذه الأكمة أترون دمه سائلا حتى يجري في هذا الوادي فقلنا له أنت أبيت اللعن أعلى برأيك عينا فدعا برجل على هذه الصفة فأمر به فذبح .
ثم قال ألا تسألوني عما صنعت فقلنا ومن يسألك أبيت اللعن عن أمرك وما تصنع فقال