على العيدان إذا أخذتها قضبان الدفلى قال والصوت الذي غنى .
صوت .
( لا تَجْمَعِي هَجْراً عليّ وغُرْبةً ... فالهَجْرُ في تَلَفِ الغريبِ سريع ) .
( مَنْ ذا فديتُكِ يستطيع لِحُبِّهِ ... دَفْعاً إذا اشتملتْ عليه ضُلوع ) .
فقلت بنفسي أنت والله من لا يمل ولا يكد والله ما جهل من فهمك اركب فدتك نفسي بنا فقال أمهلني كما أمهلتك اقض بعض شأني فقلت وهل عما تريد مدفع فقام فصلى ركعتين ثم ضرب بيده على الشجرة وقال أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد عبده ورسوله ثم قال يا حبيبتي إذا شهدت بذاك الشيء فاشهدي بهذا ثم مضينا والقوم متشوقون فلما دنونا أحست الدواب بالبغلة فصهلت وشحجت البغلة وإذا الغريض يغنيهم لحنه .
( مِنْ خَيْلِ حيٍّ ما تَزالُ مُغِيرةً ... سَمِعتْ على شَرَفٍ صَهِيلَ حِصَانِ ) .
فبكى ابن سريج حتى ظننت أن نفسه قد خرجت فقلت ما يبكيك يا أيا يحيى جعلت فداك لا يسوءك الله ولا يريك سوءا قال أبكاني هذا المخنث بحسن غنائه وشجا صوته والله ما ينبغي لأحد أن يغني وهذا الصبي حي ثم نزل فاستراح وركب فلما سار هنيهة اندفع الغريض فغناهم لحنه .
( يا خليليّ قد مَلِلتُ ثَوَائي ... بالمُصَلَّى وقد شَنِئتُ البقِيعَا ) .
قال ولصوته دوي في تلك الجبال فقال ابن سريج ويلك يا بن بركة أسمعت أحسن من هذا الغناء والشعر قط قال ونظروا إلينا فأقبلوا