نشاوى يسحبون أعطافهم وجعلوا يقبلون وجه ابن سريج فنزل فأقام عندهم ثلاثا والغريض لا ينطق بحرف واحد وأخذوا في شرابهم وقالوا يا حبيب النفس وشقيقها أعطها بعض مناها فضرب بيده إلى جيبه فأخرج منه مضرابا ثم أخذه بيده ووضع العود في حجره فما رأيت يدا أحسن من يده ولا خشبة تخيلت إلي أنها جوهرة إلا هي ثم ضرب فلقد سبح القوم جميعا ثم غنى فكل قال لبيك لبيك فكان مما غنى فيه واللحن له هزج .
صوت .
( لَبَّيْكِ يا سَيِّدَتي ... لَبَّيْكِ ألفاً عَدَدَا ) .
( لَبَّيْكِ منِ ظالمةٍ ... أحببتُها مُجْتَهِدَا ) .
( قُومُوا إلى مَلْعبِنا ... نَحْكِ الجَوَارِي الخُرَّدَا ) .
( وَضْع يَدٍ فوق يَدٍ ... تَرْفَعُها يَداً يَدَا ) .
فكل قال نفعل ذاك فلقد رأيتنا نستبق أينا تقع يده على يده ثم غنى .
صوت .
( ما هاجَ شَوْقَكَ بالصَّرائمْ ... رَبْعٌ أحالَ لأُمِّ عاصِمْ ) .
( رَبْعٌ تَقادَمَ عهدُه ... هاجَ المُحِبَّ على التَّقَادُمْ ) .
( فيه النَّوَاعِمُ والشَّبابُ ... الناعمون مع النَّوَاعِمْ ) .
( مِنْ كلّ واضحةِ الجَبِينِ ... عَمِيمةٍ رَيَّا المَعَاصِمْ )