قال فغزا عرعرة بن عاصية هذيلا يطلبهم بدم أخيه فقتل منهم نفرا وسبى امرأة فجردها ثم ساقها معه عارية إلى بلاد بني سليم فقالت عند ذلك .
( ألامَتْ سُلَيْمٌ في السِّياق وأَفحشتْ ... وأفرطَ في السَّوقِ العنيف إسَارُها ) .
( لعلّ فتاةً منهمُ أن يسوقَها ... فوارسُ منّا وهْيَ بادٍ شَوارُها ) .
( فإنْ سَبَقتْ عُلْيَا سُلَيْمٍ بذَحْلِها ... هُذَيْلاً فقد باءتْ فكيف اعتذارُها ) .
( ألا ليت شِعْرِي هل أرى الخيلَ شُزَّباً ... تُثير عَجَاجاً مستطيراً غُبَارُها ) .
( فَترْقا عيونٌ بعد طُول بُكائها ... ويُغْسَلُ ما قد كان بالأمس عارُها ) .
هذه رواية عمر بن شبة فأما أبو عبيدة فإنه خالفه في ذلك وذكر في مقتله فيما أخبرني به محمد بن الحسن بن دريد إجازة عن أبي حاتم عن أبي عبيدة قال خرج عمرو بن عاصية السلمي ثم البهزي في جماعة من قومه فأغاروا على هذيل بن مدركة فصادفوا حيا من هذيل يقال لهم بنو سهم بن معاوية وكانت امرأة من هذيل تحت رجل من بني بهز فقالت لابن لها معه أي بني انطلق إلى أخوالك فأنذرهم بأن ابن عاصية السلمي قد أمسى يريدهم وذلك حين عزم ابن عاصية على غزوهم وأراد المسير إليهم فانطلق الغلام من تحت ليلته حتى أتى أخواله فأنذرهم فقال ابن عاصية السلمي يريدكم فخذوا حذركم فبدر القوم واستعدوا وأصبح عمرو بن عاصية قريبا من الحي