عيش فقال لها بعد حول يابنة عم إني قد تركت ضيعة لي ضائعة فلو أذنت لي فاطلعت طلع أهلي ورممت من مالي فقالت كم تقيم قال سنة فأذنت له فأتى أهله فأقام فيهم وأزمن عنها أي طال مقامه فلما أبطأ عليها رحلت إلى المدينة فسألت عنه فقيل لها إنه بعمق وهو ماء لمزينة فخرجت حتى إذا كانت قريبة من عمق نزلت منزلا كريما واقبل معن في طلب ذود له قد أضلها وعليه مدرعة من صوف وبت من صوف أخضر قال والبت الطيلسان وعمامة غليظة فلما رفع له القوم مال إليهم ليستسقي ومع ليلى ابن أخ لها ومولى من مواليها جالس أمام خباء له فقال له معن هل من ماء قال نعم وإن شئت سويقا وإن شئت لبنا فأناخ وصاح مولى ليلى يا منهلة وكانت منهلة الوصيفة التي تقوم على معن عندهم بالبصرة فلما أتته بالقدح وعرفها وحسر عن وجهه ليشرب عرفته وأثبتته فتركت القدح في يده وأقبلت مسرعة إلى مولاتها فقالت يا مولاتي هذا والله معن إلا أنه في جبة صوف وبت صوف فقالت هو والله عيشهم الحقي مولاي فقولي له هذا معن فاحبسه فخرجت الوصيفة مسرعة فأخبرت فوضع معن القدح وقال له دعني حتى ألقاها في غير هذا