فأكثروا حتى أتوا على محاسن ما قالوا فقال عبد الملك أشعرهم والله الذي يقول .
( وذِي رَحمٍ قَلَّمْتُ أَظْفَارَ ضِغْنِهِ ... بحِلْمِيَ عنهُ وَهْوَ ليس له حِلْمُ ) .
( إذَا سُمْتهُ وَصْلَ القَرَابِةِ سامَني ... قَطِيعتَها تلك السَّفاهةُ والظُّلْمُ ) .
( فأَسْعَى لكَيْ أَبْنِي ويهْدِمُ صالحي ... وليس الذي يَبْني كمَنْ شأنُه الهَدْمُ ) .
( يُحاوِلُ رَغْمِي لا يُحاول غيرَه ... وكالموتِ عندي أن ينالَ له رغمُ ) .
( فما زِلْتُ في لِينٍ له وتَعَطُّفٍ ... عليه كما تحنُو على الوَلَدِ الأمُّ ) .
( لأَسْتَلَّ منه الضِّغْنَ حتَّى سَلَلْتُه ... وإنْ كان ذَا ضِغْنٍ يَضِيقُ به الحِلْمُ ) .
قالوا ومن قائلها يا أمير المؤمنين قال معن بن أوس المزني .
خروجه إلى البصرة .
أخبرني عيسى بن حسين الوراق قال حدثنا الزبير بن بكار قال حدثني سليمان بن عياش السعدي عن أبيه قال خرج معن بن أوس المزني إلى البصرة ليمتار منها ويبيع إبلا له فلما قدمها نزل بقوم من عشيرته فتولت ضيافته امرأة منهم يقال لها ليلى وكانت ذات جمال ويسار فخطبها فأجابته فتزوجها وأقام عندها حولا في أنعم