كنت يوما في منزلي فجاءني محمد بن الحارث بن بسخنر مسلما وعائدا من علة كنت وجدتها فسألته أن يقيم عندي ففعل ودعوت بما حضر فأكلنا وشربنا وغنى محمد بن الحارث هذا الصوت .
صوت .
( أمِنْ ذِكْرِ خَوْدٍ عينُك اليومَ تَدْمَعُ ... وقلُبك مشغولٌ بخَوْدِكَ مُولَعُ ) .
( وقائلةٍ لي يومَ ولَّيْتُ مُعْرِضا ... أهذا فِرَاقُ الحِبِّ أمْ كيف تَصْنَعُ ) .
( فقلتُ كَذاكِ الدَّهْرُ يا خَوْدُ فآعْلَمِي ... يُفَرِّقُ بين الناسِ طُرًّا ويَجْمَعُ ) .
أصل هذا الصوت يمان هزج بالوسطى قال الهشامي وفيه لفليح ثاني ثقيل ولإسحاق خفيف رمل قال علي بن يحيى فقلت له وقد ردد هذا الصوت مرارا وغناه أشجى غناء إن لك في هذا الصوت معنى وقد كررته من غير أن يقترحه عليك أحد فقال نعم هذا صوتي على جارية من القيان كنت أحبها وأخذته منها فقلت له فلم لا تواصلها فقال .
( لو لَمْ أَنْكْهَا دام لي حُبُّها ... لكِنَّني نِكْتُ فلا نِكْتُ ) .
فأجبته فقلت .
( أكثرتَ من نَيْكِها والَّنْيكُ مَقْطَعةٌ ... فارْفُقْ بِنَيْككَ إنّ الرِّفْقَ محمودُ ) .
وأخبرني جعفر بن قدامة عن علي بن يحيى أن إسحاق غنى بحضرة الواثق لحنه