بنت مهدي بن سعيد بن مهدي بن ربيعة بن الحريش وكانت من أجمل النساء وأظرفهن وأحسنهن جسما وعقلا وأفضلهن أدبا وأملحهن شكلا وكان المجنون كلفا بمحادثة النساء صباًبهن فبلغه خبرها ونعتت له فصبا إليها وعزم على زيارتها فتأهب لذلك ولبس أفضل ثيابه ورجل جمته ومس طيبا كان عنده وارتحل ناقة له كريمة برحل حسن وتقلد سيفه وأتاها فسلم فردت عليه السلام وتحفت في المسألة وجلس إليها فحادثته وحادثها فأكثرا وكل واحد منهما مقبل على صاحبه معجب به فلم يزالا كذلك حتى أمسيا فانصرف إلى أهله فبات بأطول ليلة شوقا إليها حتى إذا أصبح عاد إليها فلم يزل عندها حتى أمسى ثم انصرف إلى أهله فبات بأطول من ليلته الأولى واجتهد أن يغمض فلم يقدر على ذلك فأنشأ يقول .
( نَهارِي نهارُ الناسِ حتى إذا بدا ... ليَ الليلُ هَزَّتْني إِليكِ المضاجعُ ) .
( أُقَضِّي نهارِي بالحديث وبِالمُنَى ... ويَجمَعُنِي والهمَّ بالليلِ جامِعُ ) .
( لَقَد ثَبَتَتْ في القلب منكِ محبَّةٌ ... كما ثَبَتَتْ في الراحتينِ الأصابعُ ) .
عروضه من الطويل والغناء لإبراهيم الموصلي رمل بالوسطى عن