أقررتُ بجودته فقطب ذو الرمة وقال يا طرماح أأنت تحسن أن تقول .
( وكائنْ تَخَطَّتْ ناقتي من مَفَازةٍ ... إليكَ ومِنْ أحواضِ ماءٍ مُسَدَّمِ ) .
( بإعْقارِهِ القِرْدانُ هَزْلَى كأنَّها ... نَوَادرُ صِيصاء الهَبِيد المُحَطَّمِ ) .
فأصغى الطرماح إلى الكميت وقال له فانظر ما أخذ من ثواب هذا الشعر قال وهذه قصيدة مدح بها ذو الرمة عبد الملك فلم يمدحه فيها ولا ذكره إلا بهذين البيتين وسائرها في ناقته فلما قدم على عبد الملك بها أنشده إياها فقال له ما مدحت بهذه القصيدة إلا ناقتك فخذ منها الثواب وكان ذو الرمة غير محظوظ من المديح قال فلم يفهم ذو الرمة قول الطرماح للكميت فقال له الكميت إنه ذو الرمة وله فضله فأعتبه فقال له الطرماح معذرة إليك إن عنان الشعر لفي كفك فارجع معتبا وأقول فيك كما قال أبو المستهل .
أخبرني الحسن بن علي ومحمد بن يحيى الصولي قالا حدثنا