الفيل إذ رأيت أعرابيا قد جاء يسحب أهداما له حتى إذا توسط المسجد خر ساجدا ثم رمى ببصره فرأى الكميت والطرماح فقصدهما فقلت من هذا الحائن الذي وقع بين هذين الأسدين وعجبت من سجدته في غير موضع سجود وغير وقت صلاة فقصدته ثم سلمت عليهم ثم جلست أمامهم فالتفت إلى الكميت فقال أسمعني شيئا يا أبا المستهل فأنشده قوله .
( أبتْ هذِهِ النَّفْسُ إلاَّ أدِّكَارَا ... ) .
حتى أتى على آخرها فقال له أحسنت والله يا أبا المستهلِّ في ترقيص هذه القوافي ونظم عقدها ثم التفت إلى الطرماح فقال أسمعني شيئا يا أبا ضبينة فأنشده كلمته التي يقول فيها .
( أساءكَ تقويضُ الخَليطِ المُبَاينِ ... نَعم والنَّوَى قَطَّاعةٌ للقَرَائنِ ) .
فقال لله در هذا الكلام ما أحسن إجابته لرويتك إن كدت لأطيل لك