قال وبعث بالأبيات رسولا إلى قيس بن عاصم فأنشده إياها ثم قال له يا أبا علي إن يزيد بن عبد المدان يقرأ عليك السلام ويقول لك إن المعروف قروض ومع اليوم غد فأطلق لي هذا الجشمي فإن أخاه قد استغاث بأشراف بني مرة وبعمرو بن معد يكرب وبمكشوح مراد فلم يصب عندهم حاجته فاستجار بي ولو أرسلت إلي في جميع أسارى مضر بنجران لقضيت حقك فقال قيس بن عاصم لمن حضره من بني تميم هذا رسول يزيد بن عبد المدان سيد مذحج وابن سيدها ومن لا يزال له فيكم يد وهذه فرصة لكم فما ترون قالوا نرى أن نغليه عليه ونحكم فيه شططا فإنه لن يخذله أبدا ولو أتى ثمنه على ماله فقال قيس بئس ما رأيتم أما تخافون سجال الحروب ودول الأيام ومجازاة القروض فلما أبوا عليه قال بيعونيه فأغلوه عليه فتركه في أيديهم وكان أسيرا في يد رجل من بني سعد وبعث إلى يزيد فأعلمه بما جرى وأعلمه أن الأسير لو كان في يده أو في بني منقر لأخذه وبعث به ولكنه في يد رجل من بني سعد فأرسل يزيد إلى السعدي أن سر إلي بأسيرك ولك فيه حكمك فأتى به السعدي يزيد بن عبد المدان فقال له احتكم فقال مائة ناقة ورعاؤها فقال له يزيد إنك لقصير الهمة قريب الغنى جاهل بأخطار بني الحارث أما والله لقد غبتتك يا أخا بني سعد ولقد كنت أخاف أن يأتي ثمنه على جل أموالنا ولكنكم يا بني تميم قوم قصار الهمم وأعطاه ما احتكم فجاوره الأسير وأخوه حتى ماتا عنده بنجران .
وقال ابن الكلبي أغار عبد المدان على هوازن يوم السلف في جماعة من بني الحارث بن كعب وكانت حمته على بني عامر خاصة فلما التقى