قال فاتبع الصوت فلم ير أحدا فغدا على المكشوح واسمه قيس بن عبد يغوث المرادي فقال له إني وأخي رجلان من بني جشم بن معاوية أصبنا دما في قومنا وإن قيس بن عاصم أغار على بني مرة وأخي فيهم مجاور فأخذه أسيرا فاستغثت بسنان بن أبي حارثة والحارث بن عوف والحارث بن ظالم وهاشم بن حرملة فلم يغيثوني فأتيت الموسم لأصيب به من يفك أخي فانتهيت إلى منازل مذحج فناديت بكذا وكذا فسمعت من الوادي صوتا أجابني بكذا وكذا وقد بدأت بك لتفك أخي فقال له المكشوح والله إن قيس بن عاصم لرجل ما قارضته معروفا قط ولا هو لي بجار ولكن اشتر أخاك منه وعلي الثمن ولا يمنعك غلاؤه ثم أتى عمرو بن معد يكرب فقال له مثل ذلك فقال هل بدأت بأحد قبلي قال نعم بقيس المكشوح قال عليك بمن بدأت به فتركه وأتى يزيد بن عبد المدان فقال له يا أبا النضر إن من قصتي كذا وكذا فقال له مرحبا بك وأهلا أبعث إلى قيس بن عاصم فإن هو وهب لي أخاك شكرته وإلا أغرت عليه حتى يتقيني بأخيك فإن نلتها وإلا دفعت إليك كل أسير من بني تميم بنجران فاشتريت بهم أخاك قال هذا الرضا فأرسل يزيد إلى قيس بن عاصم بهذه الأبيات .
( يا قَيْسُ أَرْسِلْ أسيراً من بني جُشَمٍ ... إنِّي بكلِّ الذي تأتي به جَازي ) .
( لا تأْمَنِ الدَّهْرَ أن تَشْجَى بغُصّتِه ... فاخْتَرْ لنفسِك إحْمادِي وإعْزازي ) .
( فافْكُكْ أخَا مِنْقَرٍ عنه وقُلْ حَسَناً ... فيما سُئِلتَ وعَقِّبْهُ بإنجاز )