فقال ابن جفنة إن هذا لذو دين ثم مال على القيسيين وقال ألا تحدثوني عن هذه الرياح الجنوب والشمال والدبور والصبا والنكباء لم سميت بهذه الأسماء فإنه قد أعياني علمها فقال القوم هذه أسماء وجدنا العرب عليها لا نعلم غير هذا فيها فضحك يزيد بن عبد المدان ثم قال يا خير الفتيان ما كنت أحسب أن هذا يسقط علمه على هؤلاء وهم أهل الوبر إن العرب تضرب أبياتها في القبلة مطلع الشمس لتدفئهم في الشتاء وتزول عنهم في الصيف فما هب من الرياح عن يمين البيت فهي الجنوب وما هب عن شماله فهي الشمال وما هب من أمامه فهي الصبا وما هب من خلفه فهي الدبور وما استدار من الرياح بين هذه الجهات فهي النكباء فقال ابن جفنة إن هذا للعلم يابن عبد المدان وأقبل على القيسيين يسألهم عن النعمان بن المنذر فعابوه وصغروه فنظر ابن جفنة إلى يزيد فقال له ما تقول يابن عبد المدان فقال يزيد يا خير الفتيان ليس صغيرا من منعك العراق وشركك في الشام وقيل له أبيت اللعن وقيل لك يا خير الفتيان وألفى أباه ملكا كما ألفيت أباك ملكا فلا يسرك من يغرك فإن هؤلاء لو سألهم عنك النعمان لقالوا فيك مثل ما قالوا فيه وايم الله ما فيهم رجل إلا ونعمة النعمان عنده عظيمة فغضب عامر بن مالك وقال له يابن الديان أما والله لتحتلبن بها دما فقال له ولم أزيد في هوازن من لا أعرفه فقال لا بل هم الذين تعرف فضحك يزيد ثم قال ما لهم جرأة بني الحارث ولا فتك مراد ولا بأس زبيد ولا كيد جعفي ولا مغار طيئ وما هم ونحن يا خير الفتيان بسواء ما قتلنا أسيرا قط ولا اشتهينا حرة قط ولا بكينا قتيلا حتى نسيء به وإن هؤلاء ليعجزون عن ثأرهم حتى يقتل السمي بالسمي والكني بالكني والجار بالجار وقال يزيد بن عبد المدان فيما كان بينه وبين القيسيين شعرا غدا به على ابن جفنة