حدثني مخارق قال غنى علويه يوما بحضرة الواثق هذا الصوت .
( مَنْ صاحبَ الدَّهْرِ لم يَحْمَدْ تَصَرُّفَه ... عَناً وللّدهرِ إحلاءٌ وإمرارُ ) .
ولحنه ثقيل أول فأستحسنه الواثق وطرب عليه .
فقال علويه والله لو شئت لجعلت الغناء في أيدي الناس أكثر من الجوز وإسحاق حاضر بين يدي الواثق فتضاحك ثم قال يا أبا الحسن إذا تكون قيمته مثل قيمة الجوز ليتك إذ قللته صنعت شيئا فكيف إذا كثرته .
فخجل علويه حتى كأنما ألقمه إسحاق حجرا وما انتفع بنفسه يومئذ .
حدثني محمد بن يحيى الصولي قال حدثني عبد الله بن المعتز قال حدثني عبد الله الهشامي قال .
قال لي علويه أمرنا المأمون أن نباكره لنصطبح فلقيني عبد الله بن إسماعيل المراكبي مولى عريب فقال أيها الظالم المعتدي أما ترحم ولا ترق عريب هائمة من الشوق إليك تدعو الله وتستحكمه عليك وتحلم بك في نومها في كل ليلة ثلاث مرات .
قال علوية فقلت أم الخلافة زانية ومضيت معه .
فحين دخلت قلت استوثق من الباب فأنا أعرف الناس بفضول الحجاب فإذا عريب جالسة على كرسي تطبخ ثلاث قدور من دجاج .
فلما رأتني قامت فعانقتني وقبلتني وقالت أي شيء تشتهي فقلت قدرا من هذه القدور فأفرغت قدرا بيني وبينها فأكلنا ودعت بالنبيذ فصبت رطلا فشربت نصفه وسقتني نصفه فما زلت أشرب حتى كدت أن أسكر .
ثم قالت يا أبا الحسن غنيت البارحة في شعر لأبي العتاهية أعجبني أفتسمعه مني وتصلحه فغنت