قال أيما أفضل عندك أنا أو مخارق فإني أحب أن أسمع منك في هذا المعنى قولا يؤثر ويحكيه عنك من حضر فتشرفني به .
فقال إسحاق ما منكم إلا محسن مجمل فلا ترد أن ترى في هذا شيئا .
قال سألتك بحقي عليك وبتربية أبيك وبكل حق تعظمه إلا حكمت .
فقال ويحك والله لو كنت أستجيز أن أقول غير الحق لقلته فيما تحب فأما إذ أبيت إلا ما ذكرت فهاك ما عندي فلو خيرت أنا من يطارح جواري أو يغنيني لما اخترت غيرك ولكنما إذا غنيتما بين يدي خليفة أو أمير غلبك على إطرابه واستبد عليك بجائزته .
فغضب علويه وقام وقال أف من رضاك ومن غضبك .
حدثني جعفر بن قدامة قال حدثني علي بن يحيى المنجم قال .
قدمت من سر من رأى قدمة إلى بغداد فلقيت أبا محمد إسحاق بن إبراهيم الموصلي فجعل يسألني عن أخبار الخليفة وأخبار الناس حتى انتهى إلى ذكر الغناء فقال أي شيء رأيت الناس يستحسونه في هذه الأيام من الأغاني فإن الناس ربما لهجوا بالصوت بعد الصوت فقلت صوتا من صنعتك .
فقال أي شيء هو فقلت .
صوت .
( ألاَ يا حَمَامَيْ قَصْرِ دُورَانَ هِجْتُما ... بقَلْبِي الهَوَى لَمّا تَغَنَّيْتُمَا لِيَا ) .
( وأبْكَيْتُمَانِي وَسْطَ صَحْبِي ولم أكُنْ ... أُبالِي دموعَ العينِ لو كنتُ خاليا ) .
فضحك وقال ليس هذا لي هذا لعلويه ولقد لعمري أحسن فيه وجود ما شاء .
لحن علويه في هذين البيتين ثاني ثقيل بالوسطى